مجرد تأملاتمخطئ من يقول قابلت الشخص الملائم في الوقت غير الملائمكل منا يجلس مع نفسه وينظر للخلف ويعيد قراءة ما مر به من أحداث ومواقف وأشخاص وقرارات اتخذها فنجد أنفسا فخورين تارة وتارة أخرى نادمين وأحيانا نتمنى نسيان أو شطب ومحو مواقف أو أشخاص من سجلاتنا وعلى النقيض نتمنى استرجاع آخرين ونتمنى أن يعود الزمن ليقف عند محطة بعينها كنا فيها منعمين ونشعر بالسعادة مقارنة بالحاضر ثم نستفيق ونعيش الحاضر بحلوه ومرةونقابل أشخاصا نختلف معهم ونبغضهم وآخرين نتوافق معهم ونسعد بهم إلى أن يأتي أشخاص نرى فيهم الصدق والمودة والحكمة أو مجازا نرى فيهم الكمال وهنا نسترجع شريط الماضي ونتخيلهم بمواصفاتهم الحالية في فترات كنا نحتاج فيها إلى مثلهم لأن سمات شخصياتهم الحالية كانت ستغير مسارات عديدة مؤلمةوقد يكون هذا الشخص بكل ما فيه من إيجابيات ومميزات غير ملائم في اللحظة الحالية، كمثال من يقابل أمهر أطباء العظام بعد أن بترت ساقه وهنا عادةً نقول المقولة الشهيرة إنه الشخص الملائم في الوقت غير الملائمولكن قد يتفق مع البعض أن تلك المقولة خطأ لأن توقيت اللقاء هو من ترتيب القدر ومن جانب أخر نحن نحكم على الشخص أنه ملائم اليوم لكن ما إدراك انه لو وجد في زمن مختلف كأن أو سيكون بنفس المواصفات والأفكار والشخصية الحالية، فلربما وجوده في زمان كان (أو سيكون) غير ملائم بالمرةفقد يكون الكثير ممن تركناهم في الماضي وبعد أن أثقلهم الزمان أصبحنا نادمين على هجرهم ولا نستطيع وصالهملذا فالقدر هو الذي يحدد لنا من ومتى وفي كثير من الأحيان لا نستطيع أن نستشف حكمة القدر في حينها، فقد نستطيع بعد حين أو تظل مبهمة لنا فالقدر كله خير والتسليم به عبادةلذا أوصي نفسي أولا بعدم إجهاد العقل والنفس في التمني بترتيب الزمان والأشخاص، فما لم أنله لم يكن مقدر لي فيا رب اللهم يا رب الأقدار نشهدك بأننا راضون بأقدارك شاكرون لأنعمك طامعين في عفوك ورضاكفيا رب اللهم يا فتاح يا عليم أرزقنا البصيرة التي ندرك بها نسائم لطفك في جميع أقدارنا وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
نسخ الرابط