أهمية صلاة الفجر: صلاة الفجر دليل دامغ على قوة المسلم، فمَن أراد أن يعرف قوته فلينظر في نفسه. صلاة الفجر تربِّي الرجال، تمحِّص المذنبين، تبنِي أمة على قواعد متينة، تؤسِّس مجتمعًا طاهر القلب وصافي الفطرة، تجعل المسلم في بصيرة إلى يوم الدين، تجعله فطنًا لكل ما يدور في دنيا تغيِّب العقول، تثبت النفس من زيغ العيون، تغذي القلوب بأنوار الرضا، تقوي العقول بسواعدَ من تُقى، تجعل الصدور مستعدَّة لأقدار الحكيم. صلاة الفجر تقضي على شهوات النفس بمحبة الخالق، وتستدعي ذكريات الماضي، وتمحو الذنوب، وتسير مع الحاضر بخلق الصالحين، وتستقبل المستقبل بطمأنينة القنـوع. صلاة الفجر كانت يومًا على المنافقين دليلاً، إنها عبادة الصادقين، وسبيل المؤمنين، وطريق المخلِصين، إن الرجال لن يكونوا رجالاً إذا كانوا بعيدين عن الفجر، صلاة الفجر طريق المحبين إلى رب العالمين؛ لذلك فإن صلاة الفجر تعتبر من أهم الصلوات وأفضلها؛ فهي الجامعة لكل الفضائل، فقد جاءتْ مع صلاة العصر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن صلى البَرْدَينِ دخل الجنة»؛ البردان هما صلاة الفجر والعصر، وجاءت مع صلاة العشاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة، ومَن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله»، وقال أيضًا: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأَتَوهما ولو حبوًا». إن صلاة الفجر من أفضل الصلوات؛ فقد أخرج البيهقي بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة»، وهذا إن دل فإنما يدل على أهمية صلاة الفجر وأفضليتها على سائر الصلوات؛ فهي على حد اجتهادي أمُّ الصلوات، والله أعلم.
نسخ الرابط